بين القانون والأخلاق : هل تكفي عقوبة خدش الحياء؟

بقلم : د / هاله فؤاد
اللي اختشوا ماتوا:
هذا مثل شعبي مصري ، وقصتة كالتالي :
نشب حريق في حمام شعبي قديم ، ربما ترجع جذوره إلى العصر العثماني ، وهنا إختلفت ردة النساء في التعامل مع هذا الحريق ، فئة منهم حاولن إنقاذ حياتهن وهربوا من النيران إلى الخارج دون مراعاة أنهم عرايا ، وفئة أخري آثرن الموت على أن يخرجن بمثل هذه الصورة .
ماجعلني أذكر قصة هذا المثل ما أجده الآن من الكثير من أمثلة خدش الحياء على مواقع التواصل الاجتماعي والتليفزيون والسينما .
خدش الحياء يشمل أي فعل أو قول أو إشارة تعتبر مخلة بالآداب العامة والأعراف الاجتماعية ، خاصة إذا كانت ذات إيحاءات جنسية أو فاحشة .
تعريف جريمة خدش الحياء في قانون العقوبات المصري :
تنص المادة ٣٠٦ مكرر أ من قانون العقوبات ، بأنه يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن ٦ أشهر ولا تجاوز عامين ، وبغرامة لاتقل عن ٥٠٠ جنيها ولاتزيد على ألفي جنية أو بأحدى هاتين العقوبتين .
يعني راقصة او أى واحدة تطلع على التيك توك وتتلفظ بألفاظ نابية وتؤدي حركات وإيحاءات جنسية تجني بها الملايين من الجنيهات على التيك توك .
وتكون هذه هي العقوبة !!!!!!!!!!!!!
إفساد الشباب وإفساد الذوق العام بهذه البساطة .
ياسادة : جريمة خدش الحياء تساهم في تفكك المجتمع وتزعزع القيم والأخلاق ، وتغرز أفكار غير أخلاقية تهدد سلامة الشباب الجسدية والنفسية ، وتزيد من معدلات العنف.
تدهور القيم الأخلاقية ، وإنتشار المفاسد ، وضياع أوقات الشباب المفيدة ، فهم يقضون أوقاتا طويلة على التيك توك الذي أعتبره مستنقعا ملئ بما لذ وطاب من المفاسد التي تقضي على شبابنا .
فهذه المنصة تشكل خطرا على الأخلاق العامة والعادات والتقاليد المجتمعية ، فهي مليئة بالممارسات والسلوكيات غير الأخلاقية التي تؤثر سلبا على كل فئات المجتمع وخاصة الشباب والمراهقين .
في الواقع وزارة الداخلية نجحت في القبض على العديد من البلوجرز ، ولكن هل سيعاقبون عقابا رادعا ؟
يخرجون ويعاودون ممارسة ما كانوا يفعلون سابقا .
لذلك أطالب المسؤولين باغلاق هذا المستنقع المسمى بالتيك توك.
وعلى الأقل إن لم يستطيعوا ، فليضعوا قوانين رادعة صارمة ، زيادة سنوات الحبس و مصادرة أموالهم التى قاموا بجنيها
بخدش حياء المجتمع .
هذا بالنسبة للتيك توك ، أما بالنسبة للتليفزيون والسينما وخاصة التليفزيون لأنه يدخل كل بيت ، فكيف تخرج علينا مسلسلات فيها ألفاظ نابية .
وحركات وإيحاءات جنسية ، أين الرقابة ؟
في أفلام زمان كانوا يستخدمون الرموز والمشاهد يقهم ضمنيا ماحد ث ، أما الآن فمشاهد الاغتصاب تنشر كاملة .
أليس هذا مفسدة للشباب ونشر للرذيلة وإفساد للأخلاق والذوق العام ؟
إرحمونا يرحمكم الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *