بين العناد والجهل تنهار البيوت

بقلم / رامي السيد
نائب رئيس شبكة النايل الإخبارية
الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع فاذا صلحت استقام الوطن وإذا ضعفت تفككت الروابط وأصبح المجتمع هشا أمام التحديات غير أن ما نشهده اليوم من ازدياد حالات الطلاق وتصدع العلاقات الزوجية يعود في كثير من الأحيان إلى سببين خطيرين العناد والجهل
العناد داخل الأسرة أشبه بنار صامتة تبدأ بشرارة صغيرة ثم تتحول إلى حريق يلتهم الاستقرار حين يرفض كل طرف التنازل أو الإصغاء للآخر يتحول الحوار إلى جدال والتفاهم إلى خصام والمودة إلى قسوة الحياة الزوجية لا يمكن أن تبنى على معارك يومية بل على المرونة والقدرة على احتواء الخلافات
أما الجهل فهو الوجه الآخر للأزمة جهل بأبسط حقوق وواجبات كل طرف وجهل بطرق إدارة الخلافات وجهل بفنون التعامل النفسي والعاطفي كثير من الشباب والفتيات يدخلون الحياة الزوجية دون استعداد حقيقي أو وعي بمسؤولياتها فيتعاملون مع الزواج وكأنه مجرد تجربة عابرة لا رسالة عمر وبناء وطن
العناد والجهل معا هما أقصر طريق لانهيار البيوت فحين يغيب الحوار وتغيب الحكمة تتحول الخلافات الصغيرة إلى أزمات كبيرة وتصبح النتيجة بيتا محطما وأبناء ضائعين ومجتمعا يعاني من آثار التفكك الأسري
إن الحل يكمن في التوعية المسبقة للمقبلين على الزواج وتعليمهم أن الزواج ليس مجرد مشاعر مؤقتة بل هو شراكة ومسؤولية وتضحية كما أن تعزيز ثقافة التسامح والاعتراف بالخطأ والقدرة على التنازل أحيانا هو الضمانة الحقيقية لاستمرار أي بيت
فلنحذر جميعا من العناد والجهل فهما عدوان صامتان يهددان استقرار الأسرة ولنجعل من بيوتنا واحة للحب والرحمة لا ساحة للصراع والعناد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *