تداعي الأمم علينا كما تداعى الأكلة إلى قصعتها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعين به ونسترشده ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بربوبيته، وإرغام لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه، ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه، وإجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، ثم أما بعد.

لقد أدرك أعداء الإسلام أن القرآن هو قوة المسلمين ومنبع عزهم، وأن بقاؤه في أيديهم حيّا نابضا يؤدي إلى إستعادتهم لقوتهم وإزدهار حضارتهم، الأمر الذي دفعهم إلى التأمر والتخطيط على تنحية القرآن الكريم من حياة المسلمين، وجعله مادة للتبرك والتفاؤل فحسب، ومن الشواهد على هذه المؤامرات الخبيثة والخطط الدنيئة التي تحاك ليل نهار لإزاحة القرآن عن طريق المسلمين هو أنه رفع جلاء ستون رئيس وزراء بريطانيا السابق المصحف الشريف أمام أعضاء مجلس العموم البريطاني، وقال “ما دام هذا القرآن موجودا في أيدى المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان” وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر إبان الإحتلال الفرنسي للجزائر.

وكان ذلك في ذكرى مرور مائة عام على إستعمار الجزائر “إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم” وكان نشيد جيوش الإستعمار هو “أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة، لأحارب الديانة الإسلامية، ولأمحو القرآن بقوتي” ويقول المنصر وليم جيفورد بالكراف “متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيدا عن محمد وكتابه” صلى الله على محمد، ويقول أيضا المنصر تاكلي “يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد نفسه، حتى نقضى علية تماما، ويجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديدا وأن الجديد فيه ليس صحيحا”

فهذه بعض الشواهد التي تؤكد إستهداف القرآن الكريم من قبل أعداء هذا الدين وهم كثر، وقد تنبأ بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم بتداعي الأمم علينا كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ولكن هيهات هيهات فالقرآن الكريم محفوظ بحفظ الله له، وهم يدركون ذلك أكثر من المسلمين ذاتهم، ولكن العمل به والتحصن بأركانه والإسترشاد بما فيه من هدى هو الذي يسعى هؤلاء إلى تنحيته، ومن المؤسف أن نعترف بأنهم ق نجحوا في ذلك إلى حد ما، وأليس ذلك يدفعنا إلى مواجهتهم، بإحياء القرآن في قلوبنا وفي سلوكنا وفي حياتنا حتى تعود أمتنا إلى مجدها الزائل وعزها التليد، فندعوا الله عز وجل أن يحمى شباب الوطن والمسلمين من شر الوقوع في وحل الإدمان وأتون المسكرات والمخدرات ومن عقوبات الدنيا والآخرة فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة ونفعنا بما فيهما من الآيات والذكر والحكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *