في ذكرى عيد الاتحاد الثالث والخمسين 53. 

 

كتب/ عاطف البطل

عضو جمعية الصحفيين الإماراتية

 

إنها إماراتُ الخيرِ والسلام، إماراتُ المحبة والوئام، أينما تسرْ ،تجد لها علامة، وحيثما تذهبْ، تشاهد لها أثرا، إذ أصبحت منارةَ الخليجِ وفخرَ العروبة، ولِمَ لا، ومؤسسها زايد الخير، وكل مَنْ فيها هم عِيالُه.

في ذكرى عيد الاتحاد الثالث والخمسين 53. 

تعيش الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام أجواء احتفالات اليوم الوطني الثالث والخمسين، تلكم الذكرى العطرة التي ترد إلى الذاكرة معنى الهوية، وتبعث في النفوس الأبيّة حب الوطن. وتذكّر الشباب جيلا بعد الجيل بمعنى التضحية في سبيل الوطن.

إنني كمقيم على هذه الأرض الطيبة منذ أكثر من عشرين عاما، وقبلها والدي -رحمه الله –أستطيع أن أقول بصدق: إنً هذه الأرض تجعل من يقيم عليها مصبوغا بطبيعة حكّامها وشعبها، حيث الإنسانية في أجمل صورها، والأخلاق في أبهى حللها، وقل ما تشاء من قيمٍ نبيلة، وخِلالٍ عظيمة، حيث كانت الإمارات وطنا يسري في دماء الجميع لا ينفك عنهم، ويكفيك فخرٌ أنك على أرضها، فهي بحق عاصمة للتسامح الإنساني .

إن الإمارات الخيّرة تباهي العالم بما تنجزه على أرض الواقع من منجزات عظيمة، شهد بها القاصي والداني؛ لتكون نموذجا يُقتدى به في سائر الدول، لا ينكر ذلك سوى جاحد كاره، أو حاقد ناقم.

ثلاثة وخمسون عاما مرت على الاتحاد بكل ما فيه من البشر والشجر والحجر، حيث ينطق الحجر، ويهمس الشجر في أذنيك قائلا لك أنت في بلد زايد الخير، فرحمة الله عليه فعالا، ورحمة الله عليه مقالا.

أما البشر فلهم ألف حكاية، إذا استمعت لها فلا تمل، وإذا أنصت فلا تكل، ولسان حالك يقول هل من مزيد، فمنهم حكّامُه الذين يصنعون تاريخًا حافلًا بالمنجزات في شتى الميادين؛ ليشهد لهم التاريخ بأنهم سطروا المجد بأحرف من نور، إذ أخلصوا لأوطانهم، فأخلص لهم المواطن والمقيم على أرضهم.

لقد شيّدوا مدنًا من التعايش والتسامح الإنساني يندر وجوده، فكانت لهم سياجا قويا، وحصنًا منيعًا ضد الشر وأهله. فلا عجب ولا غرابة إذا اهتزت الكلمات، وهتفت الأغنيات تشدو بهم حبًا واحترامًا، فالكل هنا يشارك بإخلاص في مسيرة الاتحاد ونهضته لأن حب الاتحاد يتربع على قلوب الجميع،

إنني وأنا أكتب هذه الكلمات تتوارد إلى ذهني المواقف الإنسانية الكثيرة لحكام الإمارات جميعهم والتي لا يمكن حصرها في هذا السياق ، ولكني أستدعي فقط مواقف خالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة -حفظه الله ورعاه- خلال فترة كوفيد 19 الذي اجتاح العالم كله في عام 2020 ، حيث قام سموه بالكثير من الجهود المخلصة منذ بداية الأزمة حيث قام بدعم ومساندة منظمة الصحة العالمية بإرسال الطائرات العسكرية المحملة بأدوية ومعدات طبية لبعض الدول ، ثم عملية الإجلاء لمواطني الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية الصين بعدما ضاقت بهم السبل، بل واستضافتهم الإمارات في مدينة الإمارات الإنسانية وقامت برعايتهم رعاية كاملة ، إذ تم إجراء جميع الفحوصات المخبرية لهم لعدة مرات، ليتم بعدها إعلان سلامتهم جميعًا من فيروس كورونا ومغادرتهم إلى بلدانهم .

إنني أتذكر مقولة سموه الخالدة ((حماية وطننا وأهلنا والمقيمين مسؤوليتنا)).

وبعدها مباشرة قام سموه بإرسال رسالة طمأنينة لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء، بوجود أهم عنصرين وهما : الدواء والغذاء.

إذ أكد عليهما بصورة قاطعة لا تقبل الشك أو الجدل عندما قال ” أريد أنْ أطمئن كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة أنّ الإمارات -بعون الله- قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية.

فالدواء والغذاء خط أحمر، وبفضل الله- تعالى- الدولة آمنة ومستقرة، وجاهزيتنا مستدامة لمواجهة التحديات كافة”

 

هذه الكلمات الخالدة لن ننساها أبدا ، فلم تفرق الإمارات بين مواطن ومقيم، والكل كان يتعامل على حد سواء، في تلقي الرعاية الصحية وإجراء جميع الفحوصات المجانية، لقد رأيت الجميع في شرفات المنازل وهم يرددون بلسان واحد: عاش اتحاد إماراتنا. عشت لشعبٍ. دينه الإسلام. هديه القرآن. حصنتك باسم الله يا وطن.

إنني في هذا اليوم أدعو لمؤسس الاتحاد،حكيم العرب المغفور له-بإذن الله تعالى – الشيخ زايد، القائد المؤسس،أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يدخله فسيح جناته، فقد كان نادرة زمانه وأعجوبة عصره، وقلما يجود الزمان بمثله، ونحن جميعا كعرب حق لنا أن نفخر به وندعو له أبد الدهر.

أسأل الله -جل وعلا–أن يحفظ دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن يبارك في حكّامها وشعبها،وجميع المقيمين المخلصين على أرضها، وأن يجنبها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *