الوصايا النبوية للإمام علي

بقلم / محمـــد الدكـــروري
   الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد من الوصايا النبوية للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما ذكرت المصادر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال يا علي من كرامة المؤمن زوجة موافقة تسره والصلاة جماعة وجيران يحبونه، قال عليه الصلاة والسلام من صام رمضان وإجتنب الحرام فيه والبهتان أحبه الرحمن وأوجب له الجنان، يا علي من أتبع رمضان بستة أيام من شوال كتب الله له صوم الدهر كله، يا علي إن أولياء الله تعالى لم ينالوا سعة الله ورضوانه بكثرة العبادة.
   ولكن نالوها بسخاوة النفس، والإستهانة بالدنيا يا علي السخي قريب من الله قريب من رحمته بعيد عن عذابه والبخيل بعيد من الله ورحمته قريب من عذابه يا علي رأيت مكتوبا على باب الجنة أنتي محرمة على كل بخيل وعاق ونمام، يا علي لما خلق الله الجنة قالت يا رب، لمن خلقتني؟ قال لكل سخي وتقي، قالت رضيت يا رب، وقالت النار لمن خلقتني؟ قال لكل بخيل ومتكبر، قالت أنا لهما، يا علي من خالف هواه كانت الجنة مأواه ومن أطاع هواه كانت جهنم مثواه، يا علي إتقي دعوة السخي فإنه لا يتعثر أخذ الله بيده، يا علي من أطعم مسلما بطيب خاطر كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة، يا علي حب لأخيك كما تحب لنفسك، يا علي أطلب الخير عند حسان الوجوه وإكرام الضيف.
فإن الضيف إذا نزل بقوم نزل معه رزقه وإذا إرتحل إرتحل بذنوب أهل المنزل فيلقيها في البحر، يا علي لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير أو عاق لوالديه أو بيتا لا يدخله ضيف يا علي إصنع المعروف ولو مع السفلة، قال علي وما السفلة يا رسول الله؟ قال الذي إذا وُعظ لا يتعظ وإذا زُجر لم ينزجر ولا يبالي بما قال وما قيل له، يا علي صدقة السر تطفئ غضب الرب وتجلب البركة والرزق الكثير وباكر بالصدقة فإن البلاء ينزل قبل البكور فترد القضاء في الهواء، يا علي إذا تصدقت فتصدق بأحسن ما عندك فإن صدقة لقمة من حلال أحب إلى الله من مئة مثقال من الحرام وصدقة تقدمها قبل موتك أفضل من مائة مثقال يتصدقون بها بعد موتك، قال الله تعالى ” يوم ينظر المرء ما قدمت يداه”
  يا علي تصدق على موتاك فإن الله تعالى قد وكل ملائكة يحملون صدقات الأحياء إليهم فيفرحون بها أشد ما كانوا يفرحون في الدنيا ويقولون اللهم اغفر لمن نوّر قبرنا وبشّره بالجنة كما بشّرنا بها، يا علي اعمل خالصا لله فإن الله لا يقبل إلا ما كان خالصا لوجهه، قال الله تعالى في سورة الكهف ” فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ” يا علي عليك بالدعاء بين الأذان والإقامة فإنه لا يُرد، يا علي إذا دعوت فإبسط يدك حذو صدرك، ولا ترفعها فوق رأسك وتشير إلى الله بسبابتك، يا علي لا تجهر بقراءتك ولا دعائك حيث يصلي الناس فإن ذلك يفسد صلاتهم، يا علي من ذكر الله قبل الفجر وقبل طلوع الشمس وقبل غروبها إستحى الله أن يعذبه بالنار، يا علي إذا صليت فاقعد مكانك حتى تطلع الشمس.
فإن الله يكتب لمن يجلس مكانه حجّا وعمرة أو عتق رقبة أو صدقة ألف دينار في سبيل الله، يا علي من قال كل يوم خمسة وعشرين مرة أستغفر الله العظيم لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، كتبه الله من أوليائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *