من ألاسكا إلى الشرق الأوسط لماذا تهمنا معركة البروتوكول بين ترامب وبوتين

بقلم / رامي السيد
لم تكن قمة ألاسكا مجرد لقاء عابر بين رئيسين بل تحولت إلى مشهد سياسي مثير للجدل حمل دلالات عميقة في لغة البروتوكول والرسائل غير المعلنة استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بما حمله من كسر للتقاليد الدبلوماسية أظهر حالة استثنائية من الحفاوة وهو ما فسر على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة باعتباره انتصارا معنويا لبوتين وخسارة سياسية لترامب
لكن السؤال الأهم بالنسبة لنا في العالم العربي لماذا يجب أن نهتم بهذه التفاصيل البروتوكولية التي جرت على أرض بعيدة مثل ألاسكا
الحقيقة أن ما يحدث بين واشنطن وموسكو لا ينفصل عن ملفات منطقتنا فالشرق الأوسط هو الساحة الأكثر سخونة في الصراع بين القوتين حين يخرج بوتين منتصرا في لعبة الرموز والرسائل فهذا يعني أن روسيا تثبت قدرتها على فرض حضورها وهيبتها على حساب صورة الولايات المتحدة وهذا التحول ينعكس على ملفات مثل سوريا ليبيا أمن الخليج والقضية الفلسطينية حيث تلعب موسكو دورا متصاعدا بينما تبدو واشنطن مرتبكة ومتراجعة
المشهد الذي بدا بروتوكوليا في ألاسكا يحمل إذن رسائل أبعد من الصور والابتسامات إنه اختبار لمعادلات النفوذ ومن الطبيعي أن تكون المنطقة العربية جزءا من حسابات هذه المعركة فكل تقدم لروسيا في مواجهة الولايات المتحدة يعني تعديلا في موازين القوى التي تتحكم في مصائرنا وكل ضعف أميركي يفتح المجال أمام قوى أخرى لإعادة ترتيب أوراق المنطقة
من هنا لم تكن قمة ألاسكا مجرد مناسبة دبلوماسية بل إنعكاس مباشر لصراع الكبار صراع ستكون نتائجه أكثر وضوحا في عواصمنا العربية من دمشق إلى طرابلس ومن غزة إلى الخليج
فالذي يكسب جولة البروتوكول اليوم قد يمسك بزمام القرار غدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *