الطلاق الرمادي : نهاية مؤجلة لزواج فاشل

بقلم د / هالة فؤاد
إن الزواج الذي يجمع بين شخصين لابد وأن تسوده المودة والرحمة ، والمعاملة الحسنة ، ولكن عندما يسوده الاهمال والعنف
تنتهي العلاقة الزوجية .
عندما تنتهي العلاقة الزوجية فهي تنتهي بالطلاق ، ولكن أحيانا ولأسباب عديدة يفضل الأزواج الاستمرار في العلاقة الزوجية المنتهية عاطفيا وتصبح مجرد صورة إجتماعية للحفاظ على الأسرة والأطفال والمظهر الاجتماعي .
وتكون النهاية أيضا بالطلاق ولكن بعد حياة زوجية ميتة إكلينيكيا منذ سنوات طويلة .
ويظهر في الأفق مايسمى بالطلاق الرمادي ، وهو الطلاق الذي يحدث بين الأزواج بعد سنوات طويلة من الحياة الزوجية ، وغالبا بعد سن الخمسين .
ويسمى بالطلاق الرمادي لأنه يحدث بين الأزواج الأكبر سنا ذوي الشعر الرمادي .
الأسباب الكامنة وراء هذا الطلاق :
أسباب مادية :
تتعلق بالخوف من تداعيات الطلاق المادية ، وهو ما يجعل الكثير من النساء تترددن كثيرا في طلب الطلاق ، مما يجعل الحياة الزوجية حياة إكراه .
العادات والتقاليد :
التي تحكم المجتمع وصعب جدا تغييرها ، كم من أمرأة إشتكت لأهلها منذ سنوات الزواج الأولى وتطلب الطلاق، فيكون رد أهلها ، ماعندناش طلاق قي العيلة .
الرغبة في الحفاظ على الأطفال والاستقرار الأسري ، الرغبة في الحصول على الصورة أمام المجتمع .
الخيانة : وطبعا عادة من الرجال الذين يرغبون في تجديد شبابهم ، واحدة صغيرة تجدد شبابنا صح .
بعض السيدات اللاتي عانين في حياتهن الزوجية حفاظا على الأسرة والأولاد ، يجدن أنفسهن بعد تخرج الأولاد وزواجهما
يفقدن الشغف في الاستمرار في الحياة الزوجية وتطلبن الطلاق ، ليقضين مابقي من حياتهن في هدوء وسكينة وإطمئنان بعد حياة
مليئة بالأحزان والاهانة .
وعلى الجانب الآخر بعض الرجال يجدوا أنفسهم قد قاموا بدورهم ومن حقهم أن يعيشوا ، متناسين أن هناك إمرأة شاركتهم هذه الحياة وبذلت قصارى جهدها ، أليست من حقها أيضا أن تعيش ؟
على الرغم من أن كلا الطرفين يعتبر نفسه فائزا ، إلا أن هناك العديد من الآثار النفسية والإجتماعية ، صدمة عاطفية بعد هذا العمر الطويل من المشاركة في السراء والضراء ، التأثير على الأبناء والأحفاد.
التحديات المادية والصحية في هذه المرحلة العمرية .
الشعور بالوحدة والاكتئاب .
كيف نمنع حدوث هذا النوع من الطلاق ؟
لكي نمنع هذا النوع من الطلاق يجب عند الزواج الأخذ بجملة حتى آخر العمر .
نبدأ الحياة الزوجية بالمودة والرحمة والتفاهم . الاتفاق على تقسيم الأدوار والمعاملة باحترام .
المصارحة ، لانكتم أي شئ في داخلنا حتى لاتتراكم وتؤدي إلى الإنفجار .
المشورة : يجب التشاور في كل ما يخص الأسرة والأخذ بالرأي الأصح .
نفرض أن هذا لم يحدث وجاء وقت الطلاق الرمادي ، هل نستسلم ونهد هذه الحياة بعد هذا العمر الطويل من العشرة .
لا ، نحاول أن نناقش التحديات التي قابلتنا ونحاول ان نجد لها حلولا بهدوء ، نغير من أنفسنا ، يحاول كلا من الزوجين معرفة مايرغب الطرف الآخر ، يغيروا روتين حياتهم ، يجددوا حياتهم ، يسافروا ، يشاركوا في رحلات ، يستمتعوا بحياتهم بعد ما أتموا رسالتهم .
فالطلاق في هذه الفترة العمرية ليس حلا أبدا ، إلا إذا كانت الحياة مستحيلة ولاتقوم على المودة والاحترام ، فمن الأفضل مواجهة الحقيقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *