عاطف البطل يكتب في الذكرى ال 52 لعيد القوات المسلحة المصرية.

كتب / عاطف البطل

كاتب صحفي -عضو جمعية الصحفيين بالإمارات.

U11619767@outlook.sa

أكتب إليكم في عيدكم عيد كل المصريين…

أرسل إليكم تحيةً يملؤها الحب والفخر والاعتزاز بكم أنتم – القوات المسلحة المصرية-

إلى كل شهيد قدّم روحه الطاهرة؛ فداء لنا لنحيا ويحيا بنا الوطن.

قد ننسى كلَ شيء، ولا شيء ينسينا الوطن، فحب الوطن من الإيمان، ذلك الإيمان الذي لا ينبغي أن يخامرنا فيه شكُ، ولا أن يضللنا فيه مخادع.

لقد قدمتم كل التضحية، وبذلتم النفس والنفيس في سبيل رفعة الوطن ورقيه، لا ينكر ذلك سوى حاقدٍ أو حاسدٍ أو كاره.

إن جيشنا العظيم -بالنسبة لنا- خط أحمر، لا يسمح بالتشكيك فيه، أو التهاون في حقه، أو التقليل من شأنه، مهما كانت الذرائع والأسباب، فهو الحامي للأرض والمدافع عن العِرض، والمؤسسة العسكرية المصرية مؤسسة وطنية، لها مكانة كبرى في نفوسنا جميعا، نثق فيها ثقة مطلقة، وهذا قد أزعج نفوس الحاقدين؛ فرأيناهم صبّوا حقدهم، ونفثوا سمومهم للوقيعة بين الشعب وجيشه، ولكن هيهات هيهات لما يدبرون ويخططون.

فالشعب للجيش، والجيش للشعب، هما وجهان لعملة واحدة هي الوطنية والصمود، والعزة والكرامة، لا ينفكان مهما توالت الخطوب أو تكالبت المنايا، فكلاهما صاحب عقيدة راسخة، هكذا رأينا عبر الزمن.

فكم تحطم على صخرتهما عدو ماكر أو محتل غاصب، وكأن الزمن ما يلبث أنْ يعيد نفسه كلما تقادمت أحداثه؛ ليتجدد العهد ويتحقق الوعد.

إن هذه الذكرى العطرة هي ذكرى خالدة في قلوب كل المصريين، الذين لم- ولن- ينسوا أبدا معركة العزة والكرامة، فهي مصدر البطولة والفداء والتضحية والإباء، بل مصدر الإلهام لكل المصريين، وسوف تستمر كذلك في قلوبنا جميعًا، حيث سطّر رجال القوات المسلحة أعظم ملحمة وطنية في التاريخ ضد قوات العدو.

إن معركة أكتوبر هي معركة الشعب المصري كله، وليست القوات المسلحة فقط، ولذلك فعيد القوات المسلحة هو عيد لكل المصـريين، وما القوات المسلحة إلا جزء أصيل من الشعب المصري العظيم، ففيهم الأب والعم والأخ والابن …. فهو يمثل شعب مصر كله، فلا يقتصر على أحد دون أحد، وإنما هو جيش وطني بجدارة واستحقاق.

على أنّ ما تمر به منطقتنا العربية الآن من أخطر الأحداث التي عرفها التاريخ، وما رأيناه من موقف صامد ثابت من الدولة المصرية، ما كان ليحدث لولا وجود قوات مسلحة قوية أبية كشّرت عن أنيابها، وحققت الردع لكل من تسول له نفسه من الاقتراب من حدود الدولة المصرية على مختلف الاتجاهات والمحاور.

على أنني لا يخامرني شك في أنّ الكثير والكثير قد كتب وما زال يكتب عن هذه الذكرى التي نتغنى بها جميعا في كل أمد وحين، هذه الذكرى التي ملأت الوجدان فجعلت دموعنا تسيل في ذكراها، كما سالت دماؤنا على أرض سيناء الحبيبة.

ولا أريد أن أسرد- ولن أستطيع- ما كان من أحداث واقعية على الأرض الأبيّة، والتي سالت عليها الدماء الزكيّة، في أروع البطولات الحقيقيّة، التي خاضها أبطال قواتنا المسلحة، وإنما أردت أن أركز هدفي وغايتي على شيء واحد محدد لا يغيب عن أذهاننا وإن غاب عن عيوننا أو حتى حواسنا، وهو الثقة المطلقة التي نوليها للمؤسسة العسكرية المصرية، وكما تربينا في صعيد مصـر منذ طفولتنا، حيث عرفنا الله صدقا ويقينا، ثم عرفنا المؤسسة العسكرية حامية العِرض والأرض.

إن الجيش المصـري الوطني ليس كغيره من جيوش الأرض كلها؛ لأنه صاحب عقيدة لا تهتز، وصمود لا يلين، فهو الصخرة التي تتحطم عليها خطط الماكرين وأطماع الطامعين، وهذا قد دلّ عليه الواقع، وشهد به التاريخ.

إنّ القاصي والداني قد بات يدرك أهمية الجيش المصري في ثبات وصدق وقوة الدولة المصرية، فهو أساس لاستقرارها وصمودها، حيث يقف خلفه الملايين من المصريين الذي يرددون دائمًا عاش الجيش المصري…، وهم على أهبة الاستعداد للتطوع فورًا تلبية لنداء الواجب متى استدعت الضرورة.

وكلنا نردد ما أنشدته الشاعرة المصرية هبة الفقي:

مصرُ الأصيلةُ لو يمضي الزمانُ بها تزدادُ فوقَ رؤوسِ المجدِ مقدارا.

ما ضاعَ شعبٌ كتابُ اللهِ كرّمهُ وكانَ بينَ جنودِ الأرضِ مغوارا.

وتحيا جمهورية مصر العربية وعاشت قواتنا المسلحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *