ريا وسكينة في ثوبهما الجديد

بقلم : الاعلامية / د هاله فؤاد
إذا كانت ريا وسكينة في عشرينات القرن الماضي قد إرتكبن جرائم بشعة يندى لها الجبين ووحشية لا مثيل لها
للحصول على المال لسد جوعهم ،وهذا ليس مبررا على الإطلاق ولكن اذكر ذلك للمقارنة بينهما وبين أمثالهم في العصر الحديث .
الذين يرتكبون أفظع الجرائم ليس من إجل سد جوعهم ، ولكن لكسب المزيد من المال والثراء السريع .
وإذا كانت ريه وسكينة والعصابة يقتلون الأشخاص لسرقتهم ، فقد كانوا يسرقون المال ، اما ريا وسكينة في ثوبهما الجديد والعصابة ، فهم أكثر وحشية وقسوة ، فهم يسرقون ويقطعون أعضاء الناس ويبيعونها ، يمثلون بالأحياء .
يالا الفظاعة والبشاعة وموت الضمير .
تجارة الأعضاء لاتعرف الرحمة ولا الانسانية ، فهي سوق سوداء تباع فيها أغلى مايملك الانسان جسده.
عصابات منظمة لاتعرف سوى لغة المال .
هذه العصابات تتغذى على جثث المهمشين والضعفاء والفقراء ، وهذه حقيقة وليست خيال وبالأدلة :
فلعلنا نتذكر ضبط أكبر شبكة دولية للإتجار بالأعضاء البشرية في مصر عام ٢٠١٦ م .
الرقابة الادارية تضبط أكبر شبكة دولية للاتجاربالأعضاء البشرية :
تم ضبط عدد ٢٥ متهما حتى الآن منهم أساتذة جامعة وأطباء وأعضاء هيئة تمريض وأصحاب مراكز طبية ووسطاء وسماسرة وبحوزتهم ملايين الدولارات والج نيهات ومشغولات ذهبية ، وكذلك بعض المستندات الخاصة بالواقعة وأجهزة الحاسب الآلي المحمل عليها وقائع الاتجار.
بعد ذلك بلغ عدد المتهمين ٤١ عضوا .
وقد أصدرت محكمة جنايات جنوب القاهرة أحكاما هامة قضت فيها بالسجن المشدد من ٣الى ١٥ سنة وبراءة آخرين .
ذكرت بالتفصيل هذه القضية لاثارة الانتباه ، للتحري الدقيق عن أي معلومات تذكر في نطاق موضوع تجارة الأعضاء البشرية ، ولانعتبرها مجرد شائعات ، مافبش دخان من غير نار .
فاذا كانت شائعات أو معلومات مغلوطة لم نخسر شيئا في البحث عن الحقيقة ، أما إذا تقاعسنا وكانت المعلومات حقيقية فذنب هؤلاء في رقبة من لم يبحث عن الحقيقة ويتحرى الدقة .
ولعلنا نتذكر فيلم نور الشريف الحقونا ، الذي تم فيه سرقة كليته دون علمه ، والفيلم أظهر فساد وإستغلال ، حيث تم إستغلال بساطة هذا الشخص وفقره وتعريضه لعملية جراحية خطيرة دون علمه بهدف سرقة أحد أعضائه.
إن تجارة الأعضاء البشرية هي إنتهاك صارخ لحقوق الانسان ، فإنتزاع أعضاء الانسان سواء بتضليل الضحايا أوبالاكراه ، بدون موافقتهم يعد شكلا من أشكال العنف ، والعبودية الحديثة ، كاستغلال إحتياج المهاجرين واللاجئين الأفارقة.
تجارة الأعضاء تمثل تهديد للصحة الجسدية والنفسية للضحايا الذين ينتزع منهم عضو من أعضائهم ، بالاضافة إلى تعرضهم لمضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة .
كما قد تؤدي تلك التجارة إلى فقد الثقة في الكوادر الطبية .
وهذه التجارة البشعة لاتؤثر فقط على الضحايا ولكن على المجتمع بأثره ، فهي تكرس الفجوة الطبقية ، فالأثرياء يحصلون على أعضاء بطرق غير مشروعة ويزدادوا ثراء ، بينما يستغل فقر الضحايا ويجبروا على بيع أجسادهم .
تجارة الأعضاء مؤشر على إنهيار القيم والأخلاق والضمير الانساني ، وللأسف يشارك فيه الفئة التي من المفروض أنها تحافظ على الانسان وسلامته من الأطباء والممرضين والممرضات .
تجارة الأعضاء تهدد الفرد والمجتمع ولذلك يجب التصدي لها بكل قوة ، وإصدار قوانين بالاعدام لكل من يشارك في هذه الجريمة سواء أطباء، ممرضين وممرضات ، وسطاء وسماسرة وغيرهم.
أسوة بما حدث مع ريا وسكينة حيث تم الحكم عليهما بالاعدام شنقا ، فقد اعتبرهما القاضي مثل حسب الله وعبدالعال الجناة الفعليين ، باعتبار أن ريا وسكينه أحضرا المجني عليهن للجناة بالحيلة والدهاء وسهلا الطريق للجناة لقتل الضحايا .
فأسوة بهذا يحب إصدار قانون باعتبار كل من يشارك في هذه الجريمة الشنعاء هو الجاني الحقيقي ويحكم عليهم بالاعدام شنقا ،وأسوة أيضا بمن يتاجر بالمخدرات .
وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يستغل حاجة وضعف وفقر الناس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *