هل تعودُ المرأةُ أُمّا؟

كتب / عاطف البطل
كاتب صحفي وعضو جمعية الصحفيين بالإمارات .
aeatef@gmail.com
لقد كانت قضية المرأة وما زالت الشغل الشاغل لمعظمنا إن لم يكن كلنا، فبعضنا تبنّى القضية وكأنها عمله اليومي، والبعض الآخر أضحى يقتاتُ عليها بشكل أو بآخر.
وقد تحدثتُ سابقا في غير مقالٍ عن المرأة، وأحسب نفسي منصفا لها، وهي تستحق الإنصاف، وكان حديثي عنها دون تهوين أو تهويل، سواء أكانت زوجة أم أما أم بنتـًا أم أختـًا.
وكان هدف الجميع أن يثبت أنّ المرأة مثل الرجل وليس أقل أبدا … وأصبح يجيّش الكلمات، ويحشد العبارات، ولسان حاله يقول لا شيء سوى المرأة، وكأنها كانت شبه ميتة وهو الذي أحياها.
لقد غيرنا القوانين من أجل المرأة – وما زلنا نفعل – لتصبح المرأة مثل الرجل في الواجبات والحقوق، بل أصبحتْ تأخذ حقوقا أكثر من الرجل؛ نظرا لطبيعتها وفطرتها التي تحتم ذلك؛ حتى أضحت المرأة قاضية ووزيرة …وتحررت … وكافحت … وتصدرت المشهد في كل المجالات … لقد أضحت المرأة تقوم بدور الرجل، بل أثبتت جدارتها وتفوقت على الرجال … ثم ماذا؟
إني أتساءل بصدق: هل يستطيع الرجل، أي رجل أن يقوم بدور المرأة كأم؟
لا والله، لن يستطيع أعظم الرجال أن يقوم بذلك؛ لأنه دور فطري للمرأة، هكذا خلقها الله، وأودع فيها كل ما يلزم من صفات؛ لتؤدي دورها المنوط بها على أكمل وجه.
فعندما كانت المرأة أما، كانت هي القلب النابض للمجتمع، الحامي هويته، المحافظ على عقيدته، إذ كانت تربي جيلا يصون العِرض والأرض، فهل هي كذلك الآن؟
لعمري إن الخطر وشيك، فقد بدأنا نشعر بفقدان دور الأم، وما سبيل لإنقاذنا مما نحن فيه من خطر، سوى بعودة دور الأم في تربية أطفالها وتعليمهم… إنّ ما نراه ماثلا أمام أعيننا من مخططات ماسونية، تحاول فرض الشذوذ الجنسـي على مجتمعاتنا من خلال عدة وسائل وأساليب، منها ما أعلنته شركة “ديزني” مؤخرا بشكل واضح، في أنها ترّوج الشذوذ الجنسي للأطفال في أفلام الكارتون؛ عن طريق إنتاج أفلام جديدة أبطالها من الشواذ، وكلها تحاول أن تغزو عقول الأطفال وتغسل أدمغتهم من فيشب الأطفال على ذلك فرحين مهللين، وقد اعتادوا على ذلك وأصبح الأمر معهودا لهم طبيعيّا لديهم.
يحدث ذلك في ظل غياب كامل لدور الأسرة وخصوصا الأم، وبالتالي لن تكون الأسرة قادرة على تربية أبنائها، فالأم مشغولة بالعمل، بل تلهث وراء تقلد المنصب تلو المنصب، أو تعمل جاهدة لتوفير متطلبات الحياة الأساسية لأولادها في ظل غياب الرجل. وما يجرُّ ذلك في النهاية إلا دموع الخيبة والحزن والألم. فهؤلاء الأطفال الذين غابت التربية الصحيحة عنهم، ماذا يكون شأنهم بعد سنوات؟ هل يتمسكون بهويتهم وعقيدتهم؟ وهل ينتمون لأوطانهم ويدافعون عنها؟
إنّ أمنَ المجتمع يتعرض للخطر، فالمؤامرات تحاك حولنا من كل حدب وصوب، ومعاول الهدم تريد النيل من عقيدتنا وهويتنا، وبوادر ما ينتظرنا مستقبلا لا يبشر بخير، فالعزوف عن الزواج أصبح ظاهرة، بل من الصعوبة الزواج من زوجة واحدة، وإن حدث فهو بطيء جدا، وحالات الطلاق في ازدياد، وتم تشويه رجال الدين من بعض التافهين الذين يطالبون أنْ يكون الدين بين الشخص وعقله، وكل ذلك ما هو إلا تهيئة لتقبل الشذوذ الجنسي والاعتراف به، فماذا نحن فاعلون؟