عاطف البطل ” يصدر كتابه الجديد ” فن تحليل الرواية مشاركًا في معرض الشارقة الدولي للكتاب .   

 

كتبت /فاطمة مختار.

أصدر الكاتب الصحفي ” عاطف البطل” إصداره الجديد فن تحليل الرواية ، ويشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية 2025/2026 .

وللبطل مجموعة كتب أدبية بدأها بكتاب ” ومضات من القلب ” الذي شارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2023م كما له عدة إصدارات حديثة مثل كتاب ” العربية فى الصحافة والإعلام ” وكتاب ” إضاءات فكرية وكتاب قرأت إليكم وقد شاركت هذه الإصدارات في عدة معارض دولية للكتب في القاهرة وأبو ظبي والشارقة .

وقد كتب مقدمة هذا الكتاب الأستاذ الدكتور ” أحمد عفيفي” الأستاذ في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة الذي تساءل في بداية مقدمته قائلا :

هل يستطيع كل متلق … أن يصل إلى أسرار تلك الرواية التي قرأها، دون مساعدة للوصول إلى الأبعاد الحقيقية للرواية وإضاءة النص و الكشف عن خبايا لغته، وما يفصح عنه من قيم إبداعية، وما وظفه المبدع من تقنيات وأساليب ارتقت بالنص إلى مدارج عليا من الإبداع؟

كان هذا السؤال، في هذا العمل المهم، هو الشغل الشاغل للأديب الناقد الإعلامي “عاطف البطل” ، الذي أعمل عقله كثيرًا في وضع استراتيجية دقيقة للإجابة عنه، وعندما اقتنع بالإجابة – وهي ضرورة أن يضع خريطة للمتلقي يستطيع من خلالها أن يسيطر على كل مفاصل الرواية – قام بكتابة هذا العمل الكاشف عن تلك السبل المُعِينة لمعرفة أسرار الرواية وخباياها والولوج إلى أعماق شخصياتها وأحداثها واللغة الموظفة بها، وعلاقة كل ذلك بالزمان والمكان والأحداث وطبيعة الشخصيات…..إلخ .

 

من القضايا النقدية الشائكة في هذه الأيام الحوار حول تجنيس العمل الأدبي، وخاصة تجنيس الرواية، فقد تداخلت الأجناس الأدبية بشكل ملحوظ، ولم تعد في ظل مابعد الحداثة ، كما كانت قبلها ، فلم نعد نجد هذا البريق الذي كنا نجده عند تناول جنس العمل تفصيلا، فالحديث عن توظيف التقنيات الفنية الموظفة في العمل والأسلوب المستخدم واللغة التي عبر من خلالها الأديب بات أكثر أهمية من الجدل حول تجنيس العمل الأدبي، وهذا ما وجدناه عند “عاطف البطل” الذي اكتفى بالقول عن رواية: ” قلم زينب ” في اقتضاب شديد : ” قلمُ زينب سيرة روائيّـة، والسّيرة الرّوائيّـة شكل منْ أشكالِ الرّوايـة، لكنْ هناكَ بعض المُميّزاتِ الأخرى الّتي تُميّز السّيرة الرّوائيّـة عنِ الرّوايـة، فالسيرة الروائية تحكي قصة تجارب حياة شخص حقيقي، وتستند إلى أدلة واقعية، أما الرواية فهي قصة مختلقة يبدعها المؤلف من خياله. فالرواية هي عمل خيالي، ابتكره خيال المؤلف، أما السيرة الروائية حقائق يمكن لكاتبها أن يخفي بعضا منها من باب التحفظ، ولكن الرواية أخيلة يحلق الكاتب فيها بخياله إلى حدود لا نهائية”

عاطف البطل " يصدر كتابه الجديد " فن تحليل الرواية مشاركًا في معرض الشارقة الدولي للكتاب . 

         من المعروف في الدرس النقدي الحديث أن العتبات النصية للعمل الإبداعي تحدد نوعه بدقة، فالرواية يكتب على غلافها ( رواية ) أو ( سيرة ذاتية ) لتحديد نوع العمل، لكن المؤلف ( أمير تاج السر ) كتب على الغلاف ( سيرة روائية ) ومزج مزجا ملحوظا بين الاثنين، وعلى الناقد أو المتلقي أن يقف كثيرا في فهم هذه العتبة النصية، لكن “عاطف البطل” تجاوز الحداثة إلى مابعدها في إشارة سريعة إلى مافعله الكاتب، دون أن يدخل في تفصيلات لا تهم القارئ، لأنه مؤمن بأن الوصول إلى أسرار النص أولى من الكلام عن التصنيف والتجنيس.

و من هنا دلف ” عاطف البطل” إلى قضايا أكثر أهمية في هذا الكتاب، متناولا مفهوم الرواية، وزمن ظهورها، وخصائص الرواية العربية، محللا كل العناصر المساعدة على فهم أسرار العمل، ثم عرض نموذجًا تطبيقيًا للتحليل من السيرة الروائية للكاتب السوداني أمير تاج السر والتي وسمت ب (قلم زينب )

وقد تنقل” عاطف البطل” برشاقة ملحوظة من جزئية إلى أخرى ، ومن تقنية إلى أخرى، دون تعقيد أو إطناب أو استرسال؛ موضحا مايريده في تكثيف شديد، لكنه مُبين مفصح، فنجده عرّف الرواية، ثم رصد بشكل دقيق أهم الفروق بين القصة القصيرة والرواية لما بينهما من تشابك، ربما يصعب على البعض التفرقة بينهما إلا بعنصر الحجم، ولم يفته في هذا الطرح المكثف أن يشير إلى زمن ظهور الرواية العربية وخصائصها، ثم ينتقل إلى الكلام عن الفكرة في الرواية، و كذلك موضوعها، لنجد في إيجاز شديد أن الفكرة تختلف عن الموضوع. ولم يقف المؤلف عند هذا الكلام النظري، لكنه- تطبيقيا – أوضح للمتلقي أسرار الوسائل المساعدة على تحديد الفكرة في الرواية، ورصَدَ مجموعة من تلك الوسائل المهمة المساعدة على تحديد ذلك.

وللوصول إلى النقطة الفاصلة، نرى الكاتب قد تناول العناصر الفنية لكتابة الرواية بالتفصيل، إذ لابد للمتلقي من فهم هذه العناصر؛ لكي يكون قادرا على تحليل الرواية تحليلا واعيا فاهما، فنجده تناول لغة الرواية – الأحداث – الأزمنة -الأمكنة – الشخصيات … إلخ ، ولم يترك شيئا إلا وقد أوضحه للمتلقي وضوحا تماما، مع كل هذا التكثيف والتركيز، لنجد الأزمنة – كمثال – قد توزعت مابين استرجاع الماضي واستشراف آفاق المستقبل والحاضر المعيش، مفرقا بين زمن الكتابة، وزمن السرد، وزمن القراءة، بشكل دقيق،ليأخذنا المؤلف إلى تحديد الفرق بين الزمن النفسي و الزمن الواقعي، كل هذه الإضاءات تكشف الأسرار والخبايا في ومضة عين.

كما تناول الكاتب في تركيز شديد وصف المكان بين الانفتاح والانغلاق و المكان كمسرح الأحداث ، ثم تناول الفرق بين المبالغة والمفارقة ، ثم الشخصيات التي قام بتصنيفها تصنيفا دقيقا، بين شخصيات أساسية وأخرى ثانوية وثالثة سطحية ورابعة نامية متطورة … إلخ ليقدم تفصيلا عن ملامح الشخصيات المتنوعة بين الوصف الخارجي الجسدي، والداخلي النفسي، والملامح الاجتماعية للشخصية … إلخ

كذلك نجد مجموعة من المصطلحات المهمة التي لاغنى عنها لقارئ الرواية، ومن هذه المصطلات : الحبكة التي تنوعت بين الحبكة النمطية والحبكة المركبة، العقدة والحل، واللغة والأسلوب، السرد الحوار ، ثم تناول التقنيات البلاغية ( علم المعاني – البيان – البديع ) وأثر كل ذلك على العمل الروائي .

هذا الكتاب – لمؤلفه الإعلامي الناقد الأستاذ “عاطف البطل ” يقدم معلومات معرفية على قدر كبير من الأهمية للمتلقي، ولا ينبغي لقارئ الرواية الولوج إلى أعماقها إلا بعد أن يكون قد قرأ هذا الكتاب قراءة متأنية، ليكون قد استوعب جيدا طبيعة العناصر التي تشكل العمل الروائي بشكل عام ، وأساليب الإجادة بشكل خاص، ومتى يكون المبدع متميزا بلغته وأساليبه وتقنياته وصوره ومفارقاته، ومزجه بين الأساليب القديمة والحديثة في إطار من المتعة الفنية والقراءة الواعية التي يمكن أن تعالجها الروايات من قضايا الوطنية والانتماء والحب والاغتراب والصدق، وغير ذلك من القضايا التي يمكن أن نلاحظها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ونفسيا … إلخ، كما يساعد هذا الكتاب على أن يكون المتلقي مشدودا منذ البداية حتى النهاية دون أن يغادر العمل إلا بعد اكتمال قراءته؟

و يتميز الكتاب أيضا بتقديم بعض المعلومات في جداول كاشفة مستخدما الإشارات والعلامات اللافتة لجانب مهم من جوانب العمل الراوائي، وأخيرا أستطيع القول بأن المتلقي سيجد نفسه ناقدا بعد قراءة العمل لأنه استطاع فهم أسرار الكتابة الروائية من خلال قراءة هذا الكتاب .

تحية للمؤلف على هذا الجهد المتميز وحرصه على إفادة المتلقي إفادة واعية بالجمال والتميز الإبداعي من أقصر الطرق.

ويذكر أن” عاطف البطل “حاصل على الإقامة الذهبية بتوصية صادرة من وزارة الثقافة الإمارتية من فئة المبدعين من أهل الثقافة والفن ، وله عدة مقالات منشورة في بعض الصحف في مصر والإمارات والكويت، كما له مقال أسبوعي في صحيفتي الوفد والطريق .

وله خبرة كبيرة في المجال الصحفي والإعلامي ،وينتسب إلى جمعية الصحفيين الإماراتية وقرية زايد التراثية والمركز الثقافي للشيخ محمد بن خالد آل نهيان ،إضافة إلى عضويته في النقابة العامة للصحافة والطباعة والإعلام والثقافة والأثار في جمهورية مصر العربية .

ويتولي حاليا منصب مدير وأمين سر نادي جمهورية مصر العربية في مدينة العين . وقد نال عدة تكريمات من بعض مكاتب سمو الشيوخ والمسؤولين وبعض المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة .

عاطف البطل " يصدر كتابه الجديد " فن تحليل الرواية مشاركًا في معرض الشارقة الدولي للكتاب . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *